كنت طفلا صغير مهووسا بالبحر و الغابة و الخلوي و المستنقعات ، ورثت
"مونيني" أو صنارة عن جدي و كنت صيادا ماهرا ، كنت اذهب البحيرة التي تقع
بقرب القربي الذي كنا نسكن فيه و كنت كل يوم آتي بصيد وفير نأكل منه و
الباقي ابيعه لأعين عائلتي ، كنت اصيد الكثير من الأسماك بسبب "طعمة"
سحرية ورثتها عن جدي الحادي عشر الذي كان صيادا لما كنا شواكر البحر الأبيض
المتوسط آنذاك ...ذات صباح و اتذكر انني
هربت من المدرسة و ذهبت الى البحيرة لكي اصطاد و بقيت 6 ساعات بدون ان اخرج
سمكة واحدة فشكيت ان السمك دار "اضراب" عن الطعام بسبب نهبي للثروة
السمكية و بعد مدة سمعت ان زعيم الأسماك يخطط لمقاضاتي في "محكمة السمك
الدولية" بتهمة "ارتكاب جرائم صيد" . و في اليوم الموالي رميت صنارتي و اذا
بها تهتز اهتزازا شديدا فارتميت عليها و بديت نجبد "ليك ليا الميلودية"
حتى اخرجتها و كانت اكبر سمكة يتم اصطيادها هناك فحملتها على ظهري و ذهب
بها الى الحومة و هناك رأيت جارتي الجميلة "رانيا" تكحل لي من البالكون فلم
أحلبها لأنني ادركت انها "ماترياليست" فلو لا السمكة الكبيرة لما كحلت لي
قط . اصبحت مشهورا و شافوني في قناة "ناشيونال جيوقرافيك الحقانية" ماشي
تاع بوعربان و استدعيت لمسابقة صيد في امريكا و هناك رميت صنارتي و هم
اخرجوا اسماك بينما انا اخرجت اكبر تمساح في العالم ففزع الناس و لكن كوني
سجاع جدا "طرونقليتو" و حكمتوا "بآلاداغ" أو "اليابسة" كما كنا نسميها بكري
فحس تحاماولو بسبب قوتي الهائلة ، نلت احسن جائزة و بعت جلد ذلك التمساح
لممثلة هوليودية شهيرة اعتذر عن ذكر اسمها لأنها دارتلي "تيكيات" ، و أشاعت
بأنها عشيقتي رغم ان ما بيني و بينها لم يكن سوى عملية بيع و شراء
...المهم بعت ذلك الجلد بآلاف الدولارات و أسست شركة للألبسة و التقشيرات و
كل انواع الأحذية سميتها "لاكوست" و جعلت التمساح رمزا لها تخليدا لذلك
التمساح الذي اخرجني من الميزيرية و خدمت ولاد حومتي الزوالية و هم الآن
يتنعمون في فرنسا و يعملون في اكبر مصانعي قرب مدينة ليون الفرنسية .
قصص ألف ليلة و ليلة الجزائريـة
لا حدود لإبداع العقل البشري...