جهادي ضد الإستعمار الفرنسي الغاشم


مع اقتراب ذكرى اول نوفمبر بدأت ذاكرتي المملوؤة و البالغة طاقت استيعابها اكثر من "سيرفور" وول ستريت بأمريكا بتذكر ايامي مع جبهة التحرير الوطني ، كنت شابا جزائريا فقيرا كباقي الجزائريين أيام الاستعمار ، درست في الزوايا و الكتاتيب و بلغت مستوى ثقافي لابأس به آنذاك "آحم كنت حاجة" فأتاني اتصال من احد اعضاء جبهة التحرير الوطني لكي انضم الى الجبهة فقبلت بدون ادنى شك ، اصبحت من العملاء النشطين في المدينةأو كما كنا نسمى "مسبلين" . بدأت على بركة الله و اعطوا لي "كابوسة فارغة" لكي يجربونني فنجحت في التجارب ، لاحظ القادة آنذاك ذكائي العالي فكلفوني بمهام تجسسية في الملاهي و المقاهي الفرنسية و اطلقوا علي اسما فرنسيا فسماوني "ايريك". كنت جميلا و"حطة" و بدأت في مهامي و في أحد الأيام سمعت ان ابنة الجنرال "ماسيو" قائد معركة الجزائر ترتاد ملهى "ليتوال" الواقع "افالري د'يزلي" تبعتها و دخلت و عرضتها على كيسان فقبلت و اصبحت صديقتي المقربة و كانت تظن انني فرنسي فكبرت العلاقة بيننا و كانت لا تفارقني و كنت "اقرعج" من عندها لأنها ظنتني فرنسيا ، أخذت معلومات هامة ساعدت في عدة عمليات و ساعدت المجاهدين فكنت انا و "عليلو" اي علي لابوانت على اتصال دائم بواسطة "السكايب" لكي ازوده بالمعلومات حتى فرشت ذات يوم ، فبينما كنت مع جميلتي "ايزابيل" التقيت بأحد جيراني فناداني باسم كانوا يلقبونني به في صغري "واش يا "موسراجة" نافيقيت قاورية وليت ما تحلبناش" فاقتلي الطفلة و رماتلي الماو بيعت لباباها الذي لونساني فالراديو الخاص بالجيش و الشرطة، علقت صورتي في كل مكان بالعاصمة و خارجها بل و حتى خارج الوطن في باريس بمعاقل الجزائريين و غيرها و خصصت سلطات فرنسا 30 "فروج عروبي حر" لمن ياتي بي حيا أو ميتا ، اتتنا اخبار من الدول المجاورة تدور حول بطولية المدعو "موسراجة اي "انا" فأصبحت المطلوب رقم واحد لدى السلطات الفرنسية ، قام الخاوة بتهريبي الى الجبال و هناك عدت الى الحياة العروبية و اثناء الثورة تعرفت على فتاة جزائرية تزوجتها بعد الاستقلال و هبنا الله بعدد هائل من الأطفال بلغ عدد افراد طليعتي اثناء الثورة اي 12 فردا اصغرهم "عبد القادر مزال" الذي ورث الشهرة عني اي ورثها عن أبيه و اصبح معشوق الجماهير الجزائرية بدون منازع و اصبح يستدعى للفريق الوطني كتكريم لي على ما قدمته لهذا الوطن العزيز رغم انه و المرمى خطان متوازين لا يلتقيان ابدا و لكن رغم ذلك فهو حار يذكرني بحرارتي أيام جهادي ضد الاستعمار.