و
انا اتجول في ازقة العاصمة ذات يوم استحضرتني ذكريات طفولتي في حيي القديم
بقلب العاصمة على مشاهد من ماضي نبكي ذهابه ماضي لم نعرف فيه لا فايسبوك و
لا ايفون و تقنية اش دي و ثري دي...ذلك الزمان الذي عرفت فيه الجزائر
رجالا باتم معنى كلمة رجل و ما مثال =عمر قاتلاتو و موح باب الواد= الا
اوسمة علقت على صدور هؤلاء الذين لم يرتدو المنقوشة يوما و لم ينزلو
سروالهم ابدا...رجال ذلك الوقت كان
النسوة يعشقن نخوتهم و قوة هيبتهم و كيفية كلامهم..رجال ذهبو و ذهب معهم
ماض جميل اشتقنا لنفحاته حتى في احلامنا..ذلك الزمن الذي بقيت افلامه شاهدة
على جيل اتصف بالشهامة و العمل و الجد و الكد و عدم الانحناء للمراة مهما
حصل و بقي رجل ذلك الزمن شامخا رافعا راسه يقول انا من احفاد علي لابوانت و
العربي بن مهيدي...رجال ذلك الزمن نشاهدهم في ابائنا فقطو اباء اصدقائنا و
الموسطاش علامة مسجلة لتبيين الرجولة و التشونقاي ماركة لاولاد البلاد
الذين افنو حياتهم في سبيل لباس يحترم كرامتهم قبل كل شئ...اليوم تغير
الزمن بتغير هيئة السروال من الباديليفون الا السليم ومن الصباط الكلاسيكي
الا الايرشوك..ومن القمجة و الكول مفتوح الا تريكو سوبر مان و سوبر
ماريو...رجال زماننا هذا باعو شرفهم من اجل اتباع جيستين بيبر و اهواء
حبيباتهم اللاتي و للاسف يفضلونها على امهاتهم....قوم اسميهم انا بقوم
لابلامين و اللحظة و البيسكرام اختلفت طبيعة تربيتهم عن طبيعتنا التي نشات
على الخبز و المعجون و القارانطيطة و بيتزا كوكا و غيرها من ماكولات هم
يقشعر جسمهم لما يسمعونها...يضعون الاقراط في اذانهم تبجلا بالفتيات و الله
ينعل المتشبهين بالجنس بالاخر..يسقطون سراويلهم من الوراء ليظهرو مؤخرتهم
للناس و انا استحي حتى من مؤخرتي..تجدهم يحملون كانيطات الكوكا في ايديهم و
يمشون مع فتيات غريبات الاطوار ايضا يتراخون يمينا شمالا اقسم انك لو تزار
بصوت عال لقطر قطرات بول اعزكم الله في سرواله...اليوم عرف فتياتنا ان
الرجال بداو بالانقراض فنصفهم متزوج و الباقي منقسم بين ميت و مجرم و انوش
ليبقى نوع من الرجال اقوياء يتصفون بالشهامة همهم الوحيد اوروبا هم اخر نوع
سيغادر ليترك الجزائر للانانيش كما يحلو للوهارنة تسميتهم...بداء عهد على
انغام جيستين و اكسنت و صور افلام الشواذ جنسيا سيبقى لا محالة لزمن طويل و
سيغير الكثير من الصور الجميلة التي صنعها اباؤنا في محافل بلادنا الدولية
هو اذا انتهاء عهد و زمن رائع كبرنا معه على انغام عمر الزاهي و اهداف
بلومي و ماجر و افلام جانيتو و طارزان وكلمات جاكيطا ..سوق
الفلاح..ناستاس..لاسورتيا.. .دلالة..بيدون
زيت صومعة...الجنينة...و العاب تشبشاق ماريكان و رولمة و لاماغين و
البواس...فهنيئا للانانيش التكنولوجيا و هنيئا لنا ذلك الزمن الذي كنا ناكل
فيه على الميدة و من صحن واحد و نلبس بيننا نحن الاخوة ..لا هاتف لا
انترنيت لا جزيرة رياضية ..فكانت النية و القلب الصافي و حلاوة المناسبات
من مولود الى العيدين و كنا نفرح جميعا صغيرا و كبيرا...ذهب زمن لياتي زمن
لا يسعني الا قول ....يا لطيف
..